كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


وجد تحت وسادة حجة الإسلام‏:‏

ما في اختلاط الناس خير ولا * ذو الجهل بالأشياء كالعالم

يالائمى في تركهم جاهلا * عذرى منقوش على خاتمي

فوجدوا نقش خاتمه‏:‏ وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين انتهى‏.‏ وأنشدوا‏:‏

أخص الناس بالإيمان عبد * خفيف الحاذ مسكنه القفار

له في الليل حظ من صلاة * ومن صوم إذا طلع النهار

وقوت النفس يأيته كفافا * وكان له على ذاك اصطبار

وفيه عفة وبه خمول * إليه بالأصابع لا يشار

فذلك قد نجا من كل شر * ولم تمسه يوم البعث نار

- ‏(‏ك‏)‏ في الفتن ‏(‏عن ابن عباس طب عن أم مالك النهرية‏)‏ صحابية لها حديث قال الحاكم‏:‏ على شرطهما وأقره الذهبي قال الديلمي‏:‏ وفي الباب ابن عباس وأبو سعيد وأم بشر وغيرهم‏.‏

4034 - ‏(‏خير الناس مؤمن فقير يعطي جهده‏)‏ أي مقدوره يعني يتصدق بما أمكنه تمسك به من فضل الفقر على الغنى ولا دليل فيه لأنه تضمن تفضيل فقير يتصدق من جهده فمعه فقر الصابرين وغنى الشاكرين فجمع بين موجبي التفضيل‏.‏

- ‏(‏فر عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال الحافظ العراقي‏:‏ سنده ضعيف جداً‏.‏

4044 - ‏(‏خير الناس أنفعهم للناس‏)‏ بالإحسان إليهم بماله وجاهه فإنهم عباد فإنهم عباد اللّه وأحبهم إليه وأنفعهم لعياله أي أشرفهم عنده أكثرهم نفعاً للناس بنعمة يسديها أو نقمة يزويها عنهم ديناً أو دنيا ومنافع الدين أشرف قدراً وأبقى نفعاً قال بعضهم‏:‏ هذا يفيد أن الإمام العادل خير الناس أي بعد الأنبياء لأن الأمور التي يعم نفعها ويعظم وقعها لا يقوم بها غيره وبه نفع العباد والبلاد وهو القائم بخلافة النبوة في إصلاح الخلق ودعائهم إلى الحق وإقامة دينهم وتقويم أودهم ولولاه لم يكن علم ولا عمل‏.‏

- ‏(‏القضاعي‏)‏ في مسند الشهاب ‏(‏عن جابر‏)‏ وفيه عمرو بن أبي بكر السكسكي الرملي قال في الميزان‏:‏ واه وقال ابن عدي‏:‏ له مناكير وابن حبان‏:‏ يروي عن الثقات الطامات ثم أورد له أخبار هذا منها‏.‏

4045 - ‏(‏خير النساء التي تسره‏)‏ يعني زوجها ‏(‏إذا نظر‏)‏ لأن ذات الجمال عنده عون له على عفته ودينه وكانت امرأة زكريا في غاية الجمال مع رفضه للدنيا وكونه نجاراً فسئل فذكر أن عذر العفة هذا وهو معصوم فكيف بنا‏؟‏ ‏(‏وتطيعه‏)‏ في أمره ‏(‏إذا أمرها‏)‏ بشيء موافق للشرع ‏(‏ولا تخالفه في نفسها‏)‏ بأن لا تمنع نفسها منه عند إرادته الاستمتاع بها ‏(‏ولا مالها ‏[‏ص 482‏]‏ بما يكره‏)‏ بأن تساعده على أموره ومحابه ما لم يكن مأثماً فإن حسن العشرة ترك هواها لهواه وإذا كانت كذلك كانت عوناً له على حسن العشرة وزوال العسرة وإقامة الحقوق‏.‏

- ‏(‏حم ن ك‏)‏ في النكاح ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال الحاكم‏:‏ على شرط مسلم وأقره الذهبي‏.‏

4046 - ‏(‏خير النساء من تسرك إذا أبصرت‏)‏ أي نظرت إليها ‏(‏وتطيعك إذا أمرتـ‏)‏ ها بشيء ‏(‏وتحفظ غيبتك‏)‏ فيما يجب حفظه ‏(‏في نفسها ومالك‏)‏ ومن فاز بهذه فقد وقع على أعظم متاع الدنيا وعنها قال في التنزيل‏:‏ ‏{‏قانتات حافظات للغيب‏}‏ قال داود عليه السلام‏:‏ مثل المرأة الصالحة لبعلها كالملك المتوج بالتاج المخوص بالذهب كلما رآها قرت بها عيناه ومثل المرأة السوء لبعلها كالحمل الثقيل على الشيخ الكبير ومن حفظها لغيبته أن لا تفشو سره فإن سر الزوج قلما سلم من حكاية ما يقع له لزوجته لأنها قعيدته وخليلته‏.‏

- ‏(‏طب عن عبد اللّه بن سلام‏)‏ بالتخفيف الإسرائيلي الصحابي المشهور قال الهيثمي‏:‏ فيه زريك بن أبي زريك لم أعرفه وبقية رجاله ثقات وظاهر صنيع المصنف أن هذا مما لم يتعرض أحد من الستة لتخريجه وهو وهم فقد خرجه ابن ماجه بخلف لفظي يسير مع الاتحاد في المعنى ولفظه خير النساء إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنها حفظتك في مالك ونفسها‏.‏

4047 - ‏(‏خير النكاح أيسره‏)‏ أي أقله مؤونة وأسهله إجابة للخطبة بمعنى أن ذلك يكون مما أذن فيه وعلامة الإذن التيسير ويستدل بذلك على يمن المرأة وعدم شؤمها لأن النكاح مندوب إليه جملة ويجب في حالة فينبغي الدخول فيه بيسر وخفة مؤونة لأنه ألفة بين الزوجين فيقصد منه الخفة فإذا تيسر عمت بركته ومن يسره خفة صداقها وترك المغالاة فيه وكذا جميع متعلقات النكاح من وليمة ونحوها‏.‏

- ‏(‏د عن عقبة بن عامر‏)‏ الجهني ورواه عنه الديلمي أيضاً‏.‏

4048 - ‏(‏خير أبواب البر‏)‏ بالكسر أي وجوهه وأنواعه ‏(‏الصدقة‏)‏ لتعدي نفعها ولأنها تطفئ غضب الرب كما في الخبر‏.‏

- ‏(‏قط في الأفراد طب‏)‏ وكذا الديلمي ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه من لم أعرفه‏.‏

4049 - ‏(‏خير إخوتي علي‏)‏ بن أبي طالب ‏(‏وخير أعمامي حمزة‏)‏ بن عبد المطلب أسد اللّه وأسد رسوله وهذه منقبة عظيمة لهما‏.‏

- ‏(‏فر عن عابس‏)‏ بمهملة وموحدة مكسورة ومهملة ‏(‏ابن ربيعة‏)‏ بالراء مولى حويطب بن عبد العزي قيل من السابقين ممن عذب في اللّه وفيه عباد بن يعقوب شيخ البخاري أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ قال ابن حبان رافضي داعية وعمرو بن ثابت قال الذهبي‏:‏ تركوه‏.‏

4050 - ‏(‏خير أسمائكم عبد اللّه وعبد الرحمن والحارث‏)‏ وأفضلها الأولان لأنه لم يقع في القرآن إضافة عبد إلى اسم من أسمائه غيرهما ولأنهما أصول الأسماء الحسنى وأصدقها الثالث وقد سبق توجيهه غير مرة‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ عن خيثمة بن عبد الرحمن بن سبرة عن أبيه ‏(‏أبي سبرة‏)‏ بفتح المهملة وسكون الموحدة عبد الرحمن قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح لكن ظاهر الرواية الإرسال‏.‏

‏[‏ص 483‏]‏ 4051 - ‏(‏خير أمراء السرايا‏)‏ جمع سرية ‏(‏زيد بن حارثة‏)‏ مولى المصطفى صلى اللّه عليه وسلم وحبه ‏(‏أقسمهم بالسوية‏)‏ بين أهل الفيء والغنيمة ‏(‏وأعدلهم في الرعية‏)‏ أي فيمن جعله راعياً عليهم وفيه جواز السجع إذا كان بغير تكلف كهذا والسرية قطعة من الجيش فعيلة بمعنى فاعلة تسري في خفية‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في المناقب ‏(‏عن جبير بن مطعم‏)‏ وتعقبه الذهبي‏.‏

4052 - ‏(‏خير أمتي‏)‏ أمة الإجابة ‏(‏بعدي‏)‏ أي بعد وفاتي ‏(‏أبو بكر‏)‏ الصديق أول الخلفاء ‏(‏وعمر‏)‏ الفاروق الذي فرق اللّه به بين الحق والباطل وفتح اللّه به البلاد وفيه إشعار بأحقيتهما بالخلافة بعده وتقديمهما على غيرهما وأفضلهما أبو بكر اتفاقاً‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن علي‏)‏ أمير المؤمنين ‏(‏والزبير‏)‏ بن العوام ‏(‏معاً‏)‏ زاده دفعاً لتوهم أن الواو بمعنى أو‏.‏

4053 - ‏(‏خير أمتي القرن الذي بعثت‏)‏ أي أرسلت إلى الخلق ‏(‏فيه ثم الذين يلونه ثم الذين يلونه ثم يخلق قوم يحبون السمانة يشهدون أن يستشهدوا‏)‏ وقد مر تقريره غير مرة قال بعضهم‏:‏ قرن الإنسان جيله الذي هو فيه وهو كل طبقة مقترنين في وقت سمي قرناً لأنه يقرن أمة بأمة وعالماً بعالم مصدر قرنت جعل اسماً للوقت أو لأهله وفي مقداره أقوال ثلاث مرت‏.‏

- ‏(‏م عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

4054 - ‏(‏خير أمتي‏)‏ أمة الإجابة ‏(‏الذين لم يعطوا‏)‏ أي كثيراً ‏(‏فيبطروا ولم يمنعوا‏)‏ القوت ‏(‏فيسألوا‏)‏ الناس بل كان رزقهم كفافاً لا يزيد عن الكفاية ولا ينقص‏.‏

- ‏(‏ابن شاهين عن الجذع‏)‏ الأنصاري هو ثعلبة بن زيد قال الذهبي‏:‏ وصوابه بمهملة‏.‏

4055 - ‏(‏خير أمتي الذين إذا أساؤوا‏)‏ أي فعلوا سيئة ‏(‏استغفروا‏)‏ اللّه منها أي طلبوا منه غفرها أي سترها ومحوها ‏(‏وإذا أحسنوا‏)‏ أي فعلوا حسنة ‏(‏استبشروا‏)‏ ‏{‏فرحين بما آتاهم اللّه من فضله‏}‏ ‏(‏وإذا سافروا‏)‏ سفراً يبيح القصر ‏(‏قصروا‏)‏ الصلاة الرباعية بأن يصلوها ركعتين ‏(‏وأفطروا‏)‏ إن كان السفر في رمضان‏.‏

- ‏(‏طس‏)‏ وكذا الديلمي ‏(‏عن جابر‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه ابن لهيعة وهو ضعيف‏.‏

4056 - ‏(‏خير أمتي أولها وآخرها وفي أوسطها‏)‏ يكون ‏(‏الكدر‏)‏ زاد الحكيم في روايته ولن يخزي اللّه أمة أنا أولها والمسيح آخرها قال الحكيم‏:‏ فالميزان لسانه في وسطه وباستواء الطرفين والكفتين يستوي اللسان ويقوم الوزن فجعلت أوائل هذه الأمة وأواخرها يهدون بالحق وبه يعدلون فهذا الوسط الأعوج ينجو بهاتين الكفتين المستقيمتين‏.‏

- ‏(‏الحكيم‏)‏ الترمذي ‏(‏عن أبي الدرداء‏)‏‏.‏

‏[‏ص 484‏]‏ 4057 - ‏(‏خير أهل المشرق عبد القيس‏)‏ القبيلة المشهورة ظاهر صنيع المصنف أن ذا هو الحديث بكماله وليس كذلك بل تمامه عند مخرجه الطبراني أسلم الناس كرماً وأسلموا طائعين اهـ‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ وكذا البزار ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ وفيه عندهما وهب بن يحيى بن زمام ولم أعرفهم وبقية رجاله ثقات‏.‏

4058 - ‏(‏خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم‏)‏ أي لا أب له ذكراً أو أنثى ‏(‏يحسن إليه‏)‏ بالبناء للمفعول أي بالقول أو الفعل أو بهما لأن ذلك البيت حوى الرحمة والشفقة والنيابة عن اللّه في الإيواء والشفقة وإكرامه تعهد أموره والرفق به ‏(‏وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه‏)‏ بالبناء للمجهول أي بقول أو فعل كما تقرر ‏(‏أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا‏)‏ أي متقاربين فيها اقتراناً مثل اقتران هاتين الأصبعين قال الطيبي‏:‏ وهذا عام في كل يتيم قريباً أو غيره‏.‏

- ‏(‏خد ه‏)‏ في الأدب ‏(‏حل‏)‏ كلهم ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ والمنذري وقال المناوي‏:‏ رجال ابن ماجه موثقون وقال العراقي‏:‏ فيه ضعف‏.‏

4059 - ‏(‏خير بيوتكم بيت فيه يتيم مكرم‏)‏ بنحو تلطف وشفقة وإكرام وإنفاق وتأديب وحسن مطعم وتعليم وغير ذلك واليتيم صغير مات أبوه وإن كان له أم كما مر‏.‏

- ‏(‏عن حل عن عمر‏)‏ بن الخطاب فضية صنيع المصنف أن ذا لم يخرجه أحد من الستة وهو ذهول فقد خرجه ابن ماجه باللفظ المزبور من حديث أبي هريرة وعنه أورده في الفردوس ثم إن فيه إبراهيم الصيني قال الدارقطني وغيره‏:‏ متروك‏.‏

4060 - ‏(‏خير تمركم‏)‏ وفي نسخة ثمراتكم ‏(‏البرني يذهب الداء ولا داء فيه‏)‏ أي فهو خير من غيره من الأنواع وإن كان التمر كله خيراً قال ابن الأثير‏:‏ وهو ضرب من التمر أكبر من الصيحاني يضرب إلى السواد وهو مما غرسه النبي صلى اللّه عليه وسلم بيده الشريفة بالمدينة قال‏:‏ وأنواع تمر المدينة كثيرة استقصيناها فبلغت مئة وبضعاً وثلاثين نوعاً وزاد ولا داء فيه لأن الشيء قد يكون نافعاً من وجه ضاراً من آخر‏.‏

- ‏(‏الروياني‏)‏ في مسنده ‏(‏عد هب والضياء‏)‏ المقدسي ‏(‏عن بريدة‏)‏ وفيه أبو بكر الأعين ضعفه ابن معين وغيره وعتبة بن عبد اللّه قال فيه بعضهم‏:‏ مجهول وقال ابن حبان‏:‏ ينفرد بالمناكير عن المشاهير وهذا أورده ابن الجوزي في الموضوعات لكن تعقبه المؤلف بأن الضياء أيضاً خرجه في المختارة ولم يتعقبه الحافظ ابن حجر في أطرافه هذا قصارى ما ردَّ به عليه ولا يخفى ما فيه ‏(‏عق طس وأبو نعيم وابن السني في‏)‏ كتاب ‏(‏الطب‏)‏ النبوي كلهم من طريق واحدة ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لوفد عبد القيس فذكره قال مخرجه العقيلي‏:‏ لا يعرف إلا بعثمان بن عبد اللّه العبدي وهو مجهول وحديثه غير محفوظ انتهى‏.‏ وأقول‏:‏ فيه أيضاً عبيد بن واقد ضعفه أبو حاتم وأورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين ‏(‏ك‏)‏ من الطريق المذكور ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك وقال‏:‏ صحيح فتعقبه الذهبي في تلخيصه فقال‏:‏ عثمان لا يعرف والحديث منكر ‏(‏طس ك وأبو نعيم‏)‏ في الطب ‏(‏عن أبي سعيد‏)‏ الخدري ثم قال الحاكم‏:‏ أخرجناه شاهداً يعني لحديث أنس الذي قبله وفيه من هو مجهول وخالد بن رباح أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ قدري وقال ابن عدي‏:‏ لا بأس به قال المؤلف‏:‏ وطريق حديث بريدة هو أمثل طرقه قال الهيثمي بعد عزوه للطبراني‏:‏ فيه سعيد بن سويد وهو ضعيف‏.‏

‏[‏ص 485‏]‏ 4061 - ‏(‏خير ثيابكم البياض‏)‏ أي الأبيض إلى الغاية ‏(‏فألبسوها أحياءكم‏)‏ فإنها أطهر وأطيب كما جاء هكذا في خبر ‏(‏وكفنوا فيها موتاكم‏)‏ أي من مات منكم أيها المسلمون وأخذ علماء الشافعية من هذا الخبر أن أفضل ألوان الثياب البياض ثم ما صبغ غزله قبل نسجه كالبرد لا ما صبغ منسوجاً بل يكره لبسه كما نبه عليه البندنيجي وغيره ولم يلبسه المصطفى وليس البرود كما في خبر البيهقي الآتي في حرف الكاف أنه كان له برد يلبسه في العيدين والجمعة والكلام في غير المزعفر والمعصفر ‏(‏تتمة‏)‏ روى الترمذي عن عائشة أنه عليه الصلاة والسلام سئل عن ورقة فقالت له خديجة‏:‏ إنه كان صدقك وإنه مات قبل أن تظهر فقال‏:‏ رأيته في المنام وعليه ثياب بيض ولو كان من أهل النار لكان عليه لباس غير ذلك اهـ بنصه‏.‏

- ‏(‏قط في‏)‏ كتاب ‏(‏الأفراد عن أنس‏)‏ ورواه الحاكم باللفظ المزبور عن عباس وصححه ابن القطان قال ابن حجر‏:‏ ورواه أصحاب السنن عن أبي داود والحاكم أيضاً من حديث سمرة واختلف في وصله وإرساله انتهى فعدول المصنف للدارقطني تقصير‏.‏

4062 - ‏(‏خير ثيابكم البياض فكفنوا فيها موتاكم وألبسوها أحياءكم‏)‏ هذا خطاب لعموم الخلق لقوله ثيابكم ولم يقل ثيابنا فهو خير الثياب لأنها لم يمسها صبغ يحتاج إلى مؤونة ولم يؤمن فيها نجاسة ولأن البياض لا يكاد يخفي أثر يلحقه فيظهر ولأن الألوان تعين على الكبر والمفاخرة ولأن البياض أعم وأيسر وجوداً لكن لما تغالى أبناء الدنيا في تصفيقه وتصقيله تركه قوم من المتزهدين فلبسوا الأسود ونحوه لذلك ولخفة مؤونة غسله ولهذا لم يتوخ المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لبس البياض بل كان يلبس ما اتفق من أخضر وأحمر وأبيض وغيره ذكره البغدادي ‏(‏وخير أكحالكم الإثمد‏)‏ قال الطيبي‏:‏ عطف على قوله البسوا وإنما أبرز الأول في صورة الأمر اهتماماً بشأنه وأنه سنة مؤكدة وأخبر عن الثاني إيذاناً بأنه من خير دأب الناس وعادتهم وجمع بينهما لمناسبة الزينة يتزين بها المتزينون من الصلحاء وعلل الاكتحال بالإثمد بقوله ‏(‏ينبت الشعر‏)‏ أي شعر الأهداب ‏(‏ويجلو البصر‏)‏ بتجفيفه للرطوبات الفاسدة ودفعه للمواد الرديئة وأما توسطه ذكر الكفن بينهما فكالاستطرد‏.‏

- ‏(‏ه طب ك عن ابن عباس‏)‏ قال الديلمي‏:‏ وفي الباب ابن عمر‏.‏

4063 - ‏(‏خير جلسائكم من ذكركم اللّه‏)‏ بتشديد الكاف ‏(‏رؤيته‏)‏ لما علاه من النور والبهاء ‏(‏وزاد في علمكم منطقه‏)‏ لكونه حسن النية مخلص الطوية عاملاً بعلمه قاصداً بالتعليم وجه ربه ‏(‏وذكركم الآخرة عمله‏)‏ الصالح فإن الرجل إذا نظر إلى رجلين من أهل اللّه تعالى تذكر الآخرة وعمل لما بعد الموت فالنظر إلى العلماء العاملين والأولياء الصادقين ترياق نافع ينظر الرجل إلى عمل أحدهم فيستشف ببصيرته حسن استعداده واستحقاقه لمواهب اللّه فيقع في قلبه محبته وينظر إليه نظر محبة عن بصيرة فيسعى خلفه ويقتدي به في أعماله فيصير من المفلحين الفائزين ومن ثم حثوا على مجالسة الصالحين وهم القوم لا يشقى بهم جليسهم‏.‏

- ‏(‏عبد بن حميد والحكيم‏)‏ الترمذي ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قضية صنيعه أنه لا يوجد مخرجاً لأشهر من هذين والأمر بخلافه بل رواه أبو يعلى باللفظ المزبور عن ابن عباس المذكور قال الهيثمي‏:‏ وفيه مبارك بن سنان وثقا وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

‏[‏ص 486‏]‏ 4064 - ‏(‏خير خصال الصائم السواك‏)‏ تمسك به من ذهب إلى عدم كراهته بل ندبه بعد الزوال قال‏:‏ ومن ادعى التقييد أو التخصيص فعليه البيان‏.‏

- ‏(‏هق‏)‏ من حديث مجالد عن الشعبي عن مسروق ‏(‏عن عائشة‏)‏ ثم قال‏:‏ مجالد وعاصم ليسا بقويين ورواه الدارقطني من هذا الوجه ثم قال‏:‏ فمجالد غيره أثبت منه‏.‏

4065 - ‏(‏خير ديار‏)‏ في رواية دور ‏(‏الأنصار‏)‏ جمع دار والمراد بها هنا القبائل أي خير قبائلها وبطونها من قبيل ذكر المحل وإرادة الحال أو خيريتها بحسب خيرية أهلها وإنما كنى عن البطون بالدور لأن كل واحدة من البطون كانت لها محلة يسكنها والمحلة تسمى داراً ‏(‏بنو النجار‏)‏ بفتح النون وجيم مشددة تيم بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج سمي النجار لأنه اختتن بقدوم النجار أو لأنه ضرب رجلاً فنجره وبنو النجار أخوال جد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلهم مزية على غيرهم قالوا‏:‏ تفضيلهم على قدر مآثرهم وسبقهم إلى الإسلام‏.‏

- ‏(‏ت عن جابر‏)‏ اقتصار المصنف على الترمذي يوهم أنه ليس في الصحيحين ولا أحدهما وهو ذهول بل هو فيهما بزيادة، وسياقه‏:‏ خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد أشهل ثم بنو عبد الحارث ثم بنو ساعدة وفي كل دور الأنصار خير‏.‏ اهـ‏.‏

4066 - ‏(‏خير ديار‏)‏ أي منازل ‏(‏الأنصار‏)‏ قال القاضي‏:‏ يريد بالدور البطون فإن الدار يعبر بها عن المحلة وبالمحلة عن أهلها وإن أراد بهذا ظاهره فقوله بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ويكون خيريتها بحسب خيرية أهلها وما يجري ويوجد فيها من الطاعات ‏(‏بنو عبد الأشهل‏)‏ بفتح فسكون وظاهره يعارض ما قبله والأفضلية في بني النجار على بابها وفي هنا بمعنى من بدليل خبر الشيخين خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل وأما روايتها بالعكس فقد اختلف على أبي سلمة فيها وأما رواية تقدم بني النجار فسالمة عندهما من الاختلاف‏.‏

- ‏(‏ت عن جابر‏)‏ بن عبد اللّه ورواه أيضاً مسلم في صحيحه في المناقب من حديث أسيد بزيادة ولفظه خير دور الأنصار دار بني النجار ودار بني عبد الأشهل ودار بني الحارث بني الخزرج ودار بني ساعدة واللّه لو كنت مؤثراً بها أحداً لآثرت عشيرتي اهـ‏.‏

4067 - ‏(‏خير دينكم أيسره‏)‏ أي الذي لا مشقة فيه والدين كله كذلك إذ لا مشقة فيه ولا إصر كالذي كان من قبل لكن بعضه أيسر من بعض فأمر بعدم التعمق فيه فإنه لن يغالبه أحد إلا غلبه وقد جاءت الأنبياء السابقة بتكاليف وآصار بعضها أغلظ من بعض‏.‏

- ‏(‏حم خد طب عن محجن‏)‏ بكسر أوله وسكون المهملة وفتح الجيم ‏(‏ابن الأدرع‏)‏ الاسلمي ‏(‏طب عن عمران بن حصين‏)‏ وقال‏:‏ تفرد به إسماعيل بن يزيد ‏(‏طس عد والضياء‏)‏ المقدسي في المختارة ‏(‏عن أنس‏)‏ قال الزين العراقي‏:‏ سنده جيد‏.‏

4068 - ‏(‏خير دينكم أيسره‏)‏ في رواية اليسر ‏(‏وخير‏)‏ لفظ رواية ابن عبد البر وأفضل ‏(‏العبادة الفقه‏)‏ قال الماوردي‏:‏ يشير أنه لا سبيل إلى معرفة جميع العلوم فيجب صرف الاهتمام إلى معرفة أهمها والعناية بخيرها وأفضلها وهو علم الفقه لأن الناس بمعرفته يرشدون وبجهلهم يضلون إذ العلم يبعث على فعل العبادة وفضلها والعبادة مع خلق فاعلها عما يصححها ويبطلها وقد لا تكون عبادة‏.‏

- ‏(‏ابن عبد البر في‏)‏ كتاب ‏(‏العلم عن أنس‏)‏ ورواه أيضاً أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏ والديلمي قال الحافظ العراقي‏:‏ وسنده ضعيف‏.‏

‏[‏ص 487‏]‏ 4069 - ‏(‏خير دينكم الورع‏)‏ لأن الورع دائم المراقبة للحق مستديم الحذر أن يمزج باطلاً بحق كما قال الحبر كان عمر كالطير الحذر والمراقبة توزن بالمشاهدة ودوام الحذر يعقب النجاة والظفر‏.‏

- ‏(‏أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏‏)‏ ابن حبان ‏(‏في‏)‏ كتاب ‏(‏الثواب‏)‏ ثواب الأعمال ‏(‏عن سعد‏)‏ بن أبي وقاص ورواه الديلمي أيضاً‏.‏

4070 - ‏(‏خير سحوركم التمر‏)‏ يعني التسحر به أفضل من التسحر بغيره لما فيه من الفضائل والمنافع ويظهر أن الرطب عند وجوده مقدم عليه وإنما خص التمر لوجوده في جميع العام‏.‏

- ‏(‏عد عن جابر‏)‏ بن عبد اللّه‏.‏

4071 - ‏(‏خير شبابكم من تشبه بكهولكم‏)‏ يعني تشبه من الشباب بالكهول في سيرتهم لا في صورتهم فيغلب عليه وقار العلم وسكينة الحلم ونزاهة التقوى عن مداني الأمور وكف نقصه عن عجلة الطبع وأخلاق السوء والتصابي واللهو فيكون في الدنيا في رعاية اللّه وفي القيامة في ظله ‏(‏وشر كهولكم من تشبه بشبابكم‏)‏ أي في العجلة وقلة الثبات والصبر عن الشهوات بلا عقل ولا ورع يحجزه ولا حلم يسكنه متشبهاً بالشباب وللشباب شعبة من الجنون والقصد بالحديث حث الشباب على اكتساب الحلم والثبات وزجر الكهول عن الخفة والطيش وأن الخضاب بالسواد منهي عنه قال الغزالي‏:‏ المراد بالتشبيه بالشيوخ في الوقار لا في تبيض الشعر فإنه مكروه لما فيه من إظهار علو السن توصلاً إلى التصدر والتوقير قال ابن أبي ليلى‏:‏ يعجبني أن أرى قفا الشباب أحسبه شيخاً، وأبغض أن أرى قفا الشيخ أحسبه شاباً فإذا هو شيخ وأخذ الماوردي من الحديث أنه ينبغي للطالب الاقتداء بأشياخه في رضي أخلاقهم والتشبه بهم في جميع أفعالهم ليصير لها إلفا وعليها ناشئاً ولما خالفها مجانباً‏.‏

- ‏(‏ع طب عن وائلة‏)‏ بن الأسقع قال الهيثمي‏:‏ وفيه من لم أعرفهم ‏(‏هب عن أنس‏)‏ وفيه كما قال الهيثمي الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه البيهقي خرجه ساكتاً عليه والأمر بخلافه بل قال‏:‏ تفرد به بحر بن كثير السقا اهـ وبحر قال في الكاشف‏:‏ تركوه وفي الضعفاء‏:‏ اتفقوا على تركه ‏(‏عد عن ابن مسعود‏)‏ قال الحافظ العراقي‏:‏ إسناده ضعيف وقال ابن الجوزي‏:‏ حديث لا يصح‏.‏

4072 - ‏(‏خير صفوف الرجال أولها‏)‏ لاختصاصه بكمال الأوصاف كالضبط عن الإمام والتبليغ عنه‏[‏قوله والتبليغ عنه‏:‏ أي عند الحاجة وينبغي أن يكون موقف المبلغ عند منتهى صوت الإمام ليسمع من لم يسمعه من المأمومين‏]‏ ونحو ذلك ‏(‏وشرها آخرها‏)‏ لاتصاله بأول صفوف النساء فهو شرها من جهة قربهن والمراد أن الأول أكثرها أجراً والآخر أقلها ثواباً وأبعدها عن مطلوب الشرع ‏(‏وخير صفوف النساء آخرها‏)‏ لبعده عن مخالطة الرجال وقربهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك ‏(‏وشرها أولها‏)‏ لكونها بعكس ذلك قال النووي‏:‏ وهذا على عمومه إن صلين مع الرجال فإن تميزن فهن كالرجال خيرها أولها وشرها آخرها قال الطيبي‏:‏ والخير والشر في صفي الرجال والنساء للتفضيل لئلا يلزم من نسبة الخير إلى أحد الصفين شركة الآخر فيه ومن نسبة الشر إلى أحدهما شركة الآخر فيه فيتناقض ونسبة الشر إلى الصف الأخير وصفوف الصلاة كلها خير إشارة إلى أن تأخر الرجل عن مقام القرب مع تمكنه منه هضم لحقه وتسفيه لرأيه فلا يبعد أن يسمى شراً قال المتنبي‏:‏ ‏[‏ص 488‏]‏

ولم أر في عيوب الناس شيئا * كنقص القادرين على التمام

واعلم أن الصف الممدوح الذي يلي الإمام سواء جاء به صاحبه متقدماً أو متاخراً وسواء تخلله نحو مقصورة ومنبر وعمود أم لا هذا هو الأصح عند الشافعية‏.‏

- ‏(‏م عد‏)‏ في الصلاة ‏(‏عن أبي هريرة طب عن أبي أمامة وعن ابن عباس‏)‏ ولم يخرجه البخاري‏.‏

4073 - ‏(‏خير صلاة النساء‏)‏ حتى للفرائض ‏(‏في قعر بيوتهن‏)‏ قال البيهقي‏:‏ فيد دلالة على أن الأمر بعدم منعهن أمر ندب وهو قول عامة العلماء وقعر بيوتهن وسطها وما تقعر منها أي سفل وأحيط من جوانبها بدليل قوله في الخبر الآتي أفضل صلاة المرأة في أشد بيتها ظلمة‏.‏

- ‏(‏طب عن أم سلمة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه ابن لهيعة وفيه كلام معروف‏.‏

4074 - ‏(‏خير طعامكم الخبز‏)‏ أي خبز البر ويليه خبز الشعير وكان أكثر خبزهم منه ‏(‏وخير فاكهتكم العنب‏)‏ ظاهره أنه أفضل من التمر وفي بعض الأخبار ما يصرح بخلافه‏.‏

- ‏(‏فر عن عائشة‏)‏ كتب الحافظ ابن حجر على حاشية الفردوس بخطه‏:‏ هذا السند مختلط اهـ‏.‏ كذا رأيته بخطه وأقول‏:‏ فيه الحسن بن شبل أورده الذهبي في ذيل الضعفاء وقال‏:‏ كان ببخارى معاصراً للبخاري كذبه سهل بن شادويه الحافظ وغيره اهـ وخرجه ابن عدي أيضاً عنها مرفوعاً بلفظ عليكم بالمرازمة أكل الخبز مع العنب وخير الطعام الخبز ثم قال أعني ابن عدي‏:‏ هذا موضوع والبلاء فيه من عمرو بن خالد الأسدي وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وأقره عليه المؤلف في مختصرها‏.‏

4075 - ‏(‏خير طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه‏)‏ كالمسك والعنبر والعود ‏(‏وخير طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه‏)‏ كالزعفران ونحوه لأن ذلك هو اللائق بحال الفريقين‏.‏

- ‏(‏عق عن أبي موسى‏)‏ الأشعري وضعفه‏.‏

4076 - ‏(‏خير لهو المؤمن السباحة‏)‏ أي العوم ‏(‏وخير لهو المرأة الغزل‏)‏ أي لمن يليق بها ذلك منهن أما نحو بنات الملوك فقد يقال إن لهوها يكون بالاشتغال في نحو التطريز أو التكليل وهذا الخبر وإن كنا سنقرر ضعفه فله شواهد منها خبر ابن حبان عن عائشة مرفوعاً لا تسكنوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة وعلموهن المغزل وسورة النور ورواه الحاكم عنها أيضاً وقال‏:‏ صحيح الإسناد وخرجه البيهقي في الشعب عن الحاكم ثم خرجه بإسناد آخر بنحوه وقال‏:‏ هو بهذا الإسناد منكر قال المؤلف‏:‏ فعلم منه أنه بغير هذا الإسناد غير منكر وبه رد على ابن الجوزي دعواه وضعفه نعم قال الحافظ ابن حجر في الأطراف بعد قول الحاكم صحيح بل عبد الوهاب أحد رواته متروك وقضية صنيع المصنف أن مخرجه ابن عدي لم يخرج الحديث إلا هكذا والذي وقفت عليه من كلامه أنه ساقه عن ابن عباس مرفوعاً بما نصه لا تعلموا نساءكم الكتابة ولا تسكنوهن الغرف وقال خير لهو المؤمن السباحة وخير لهو المرأة المغزل اهـ بنصه‏.‏

- ‏(‏عد‏)‏ عن جعفر بن سهل عن جعفر بن نصر عن حفص بن غياث عن ليث عن مجاهد ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ ثم قال مخرجه ابن عدي في الكامل جعفر بن نصر حدث عن الثقات بالبواطيل اهـ ومن ثم حكم ابن الجوزي بوضعه وأقره عليه المصنف في مختصر الموضوعات في الميزان في ترجمة جعفر بن نصر إنه متهم بالكذب وهو أبو ميمون العنبري ذكره صاحب الكامل فقال‏:‏ حدث عن الثقات بالبواطيل ثم ساق له أحاديث هذا منها‏.‏

‏[‏ص 489‏]‏ 4077 - ‏(‏خير ماء‏)‏ بالمد ‏(‏على وجه الأرض ماء‏)‏ ببئر ‏(‏زمزم فيه طعام من الطعم‏)‏ كذا في نسخة المصنف بخطه وفي رواية طعام طعم بالإضافة والضم أي طعام إشباع أو طعام شبع من إضافة الشيء إلى صفته والطعم بالضم الطعام ‏(‏وشفاء من السقم‏)‏ كذا في خطه وفي رواية شفاء سقم بالإضافة أي شفاء من الأمراض إذا شرب بنية صالحة رحمنية ‏[‏وفي قصة أبي ذر أنه لما دخل مكة أقام بها شهراً لا يتناول غير مائها وقال‏:‏ دخلتها وأنا أعجف فما خرجت إلا ولبطني عكن من السمن‏]‏ وفيه تقوية لمن ذهب إلى تفضيله على ماء الكوثر قال المصنف في الساجعة‏:‏ وبها أي ببئر زمزم تجتمع أرواح الموتى ممن أسلم ‏(‏وشر ماء‏)‏ بالمد ‏(‏على وجه الأرض ماء‏)‏ بالمد ‏(‏بوادي برهوت‏)‏ أي ماء بئر بوادي برهوت بفتح الباء والبئر بئر عميقة بحضرموت لا يمكن نزول قعرها وقد تضم الباء وتسكن الراء وهي المشار إليها بآية ‏{‏وبئر معطلة‏}‏ ‏(‏بقية حضرموت كرجل الجراد من الهوام تصبح تتدفق وتمسي لا بلال لها‏)‏ قال الزمخشري‏:‏ برهوت بئر بحضرموت يقال إن بها أرواح الكفار واسم للبلد التي فيها هذا البئر أو واد باليمن اهـ في الفردوس عن الأصمعي عن رجل من أهل برهوت أنهم يجدون الريح المنتن الفظيع منها ثم يمكثون حيناً فيأتيهم الخبر بأن عظيماً من الكفار مات فيرون أن الريح منه وفيه أنه يكره استعمال هذا الماء في الطهارة وغيرها وبه قال جمع شافعية‏.‏

أخذ بعضهم من قوله خير ماء على وجه الأرض أن ماء زمزم أفضل من الماء النابع من أصابع المصطفى صلى اللّه عليه وسلم وأجيب بأن مراده الماء الموجود حال قوله ذلك والماء النابع من الأصابع لم يكن موجوداً حينئذ بل وجد بعد وأنت خبير بأنه إنما يتجه إن ثبتت هذه البعدية بتأخر التاريخ لما هو مقرر في الناسخ والمنسوخ وأتى بذلك‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عباس‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رجاله ثقات وصححه ابن حبان وقال ابن حجر‏:‏ رواته موثوقون وفي بعضهم مقال لكنه قوي في المتابعات وقد جاء عن ابن عباس من وجه آخر موقوفاً‏.‏

4078 - ‏(‏خير ما أعطي الناس‏)‏ وفي رواية الرجل وفي رواية الإنسان ‏(‏خلق حسن‏)‏ بالضم قال بعض العارفين‏:‏ ضابط حسن الخلق أن يعاشر من ساء خلقه عشرة يظن الشيء الخلق أنه أحسن الناس خلقاً وقيل حسن الخلق كف الأذى وبذل الندى وقيل لا يؤذى ولا يتأذى وجملة ما قال اللّه ‏{‏خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض الجاهلين‏}‏ وهو أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك‏.‏

- ‏(‏حم ن ه ك‏)‏ في الطب ‏(‏عن أسامة بن شريك‏)‏ الثعلبي بمثلثة ومهملة صحابي تفرد بالرواية عنه زياد بن علاقة على الصحيح قال‏:‏ قالوا‏:‏ يا رسول اللّه فما خير ما أعطي الناس فذكره قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي وقال في المهذب‏:‏ إسناده قوي ولم يخرجوه وقال الحافظ العراقي‏:‏ إسناد ابن ماجه صحيح وقال المنذري‏:‏ قال الحاكم على شرطهما ولم يخرجاه لأن أسامة ليس له راو سوى واحد كذا قال وليس بصواب فقد روى عنه زياد بن علاقة وابن الأقمر وغيرهما‏.‏

4079 - ‏(‏خير ما أعطي الرجل المؤمن خلق حسن وشر ما أعطي الرجل قلب سوء في صورة حسنة‏)‏ ومن كان كذلك فعليه ‏[‏ص 490‏]‏ أن يجاهد نفسه ليحسن خلقه ويزكو طبعه ويلزم نفسه الصبر على ملازمة ذلك ففي خبر الخير عادة والشر لجاجة والعادة مشقة من العود إلى الشيء مرة بعد أخرى حتى يسهل عليه فعل الخير والصلاح والعاقل من جاهد نفسه ‏{‏والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا‏}‏‏.‏

- ‏(‏ش عن رجل من جهينة‏)‏ الظاهر أنه صحابي‏.‏

4080 - ‏(‏خير ما‏)‏ أي دواء ‏(‏تداويتم به الحجامة‏)‏ قال ابن القيم‏:‏ أشار إلى أهل الحجاز والبلاد الحارة لأن دماءهم رقيقة تميل إلى ظاهر البدن بجذب الحرارة لسطح الجلد ومسام أبدانهم واسعة ففي الفصد لهم خطر فالحجامة أولى وأخذ منه أن الخطاب أيضاً لغير الشيوخ لقلة الحرارة في أبدانهم وقد خرج الطبراني بسند قال ابن حجر حسن عن ابن سيرين إذا بلغ الرجل أربعين سنة لم يحتجم أي لأنه يصير ثم في نقص وانحلال من قوى بدنه فيزيده وهناً بإخراج الدم ومحله حيث لم تتعين حاجته إليه ولم يعتده‏.‏

- ‏(‏حم طب ك عن سمرة‏)‏ بن جندب‏.‏

4081 - ‏(‏خير ما تداويتم به الحجامة‏)‏ سيما في البلاد الحارة ‏(‏والقسط البحري‏)‏ وهو الأبيض فإنه يقطع البلغم وينفع الكبد والمعدة وحمى الربع والورد والسموم وغيرها وفي رواية بدل البحري الهندي وهو الأسود وهو يقرب منه لكن أيبس ولا تعارض لأنه وصف لكل ما يلائمه فحيث وصف الهندي كان الاحتجاج في المعالجة إلى دواء شديد الحرارة وحيث وصف البحري كان دون ذلك في الحرارة لأن الهندي أشد حرارة وقد ذكر الأطباء من منافع القسط أنه يدر الطمث والبول ويقتل دود الأمعاء ويدفع السم وحمى الربع والورد ويسخن المعدة ويحرك الباءة ويذهب الكلف ‏(‏ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة‏)‏ بضم المهملة وسكون المعجمة وجع في الحلق يعترى الصبيان غالباً وقيل قرحة تخرج بين الأذن والحلق سميت به لأنها تخرج عند طلوع العذراء كوكب تحت الشعرى وطلوعها يكون في الحر والمعنى عالجوا العذرة بالقسط ولا تعذبوهم بالغمز وذلك أن مادة العذرة دم يغلب عليه بلغم وفي القسط تخفيف للرطوبة والأدوية الحارة قد تنفع في الأمراض الحارة بالعرض‏.‏

- ‏(‏حم ن عن أنس‏)‏ ظاهر صنيع المصنف أن ذا مما لم يتعرض أحد الشيخين لتخريجه وهو كذلك من حيث اللفظ أما هو في المعنى ففي الصحيحين معاً‏.‏

4082 - ‏(‏خير ما تداويتم به الحجم والفصد‏)‏ والحجامة لمن قواه متخلخلة ومسام بدنه ضيقة والفصد لغيره‏.‏

- ‏(‏أبو نعيم في‏)‏ كتاب ‏(‏الطب‏)‏ النبوي ‏(‏عن علي‏)‏ أمير المؤمنين‏.‏

4083 - ‏(‏خير ما‏)‏ أي مسجد ‏(‏ركبت إليه الرواحل‏)‏ جمع راحلة ‏(‏مسجدي هذا‏)‏ المسجد النبوي المدني ‏(‏والبيت العتيق‏)‏ أي ومسجد البيت العتيق وهو الحرم والواو لا تقتضي ترتيباً فخير ما ركبت إليه الرواحل الحرم المكي ويليه المدني‏.‏

- ‏(‏ع حب عن جابر‏)‏ ورواه عنه أحمد بلفظ خير ما ركبت إليه الرواحل مسجد إبراهيم ومسجدي‏.‏ قال الهيثمي‏:‏ وسنده حسن‏.‏

4084 - ‏(‏خير ما يخلف الإنسان بعده‏)‏ أي بعد موته ‏(‏ثلاث‏)‏ من الأشياء ‏(‏ولد صالح‏)‏ أي مسلم ‏(‏يدعو له‏)‏ بالغفران والنجاة ‏[‏ص 491‏]‏ من النيران ودخول الجنان ‏(‏وصدقة تجري‏)‏ بعد موته ‏(‏يبلغه أجرها‏)‏ كوقف ‏(‏وعلم‏)‏ شرعي ‏(‏ينتفع به من بعده‏)‏ كتصنيف كتاب ينتفع به من بعد موته بنحو إفراء أو إفتاء أو عالم يخلفه من طلبته فينفع الناس‏.‏

- ‏(‏ه حب عن أبي قتادة‏)‏ قال المنذري بعد ما عزاه لابن ماجه‏:‏ إسناده صحيح وظاهر صنيع المصنف أن ابن ماجه تفرد بإخراجه عن الستة وهو ذهول فقد عزاه ابن حجر إلى مسلم وعبارته بعد ما عزا خبر إذا مات ابن آدم إلى مسلم ما نصه وله وللنسائي وابن ماجه وابن حبان من طريق أبي قتادة خير ما يخلف الرجل بعده إلى آخر ما هنا‏.‏

4085 - ‏(‏خير ما يموت عليه العبد أن يكون قافلاً‏)‏ أي راجعاً ‏(‏من حج‏)‏ بعد فراغ أعماله ‏(‏أو مفطراً من رمضان‏)‏ يحتمل أن المراد عقب إفطاره في يوم منه أي عند الغروب ويحتمل أن المراد عقب فراغ رمضان عند استهلال شوال‏.‏

- ‏(‏فر عن جابر‏)‏ وفيه أبو جناب الكلبي أورده الذهبي في الضعفاء وضعفه النسائي والدارقطني ورواه عنه أيضاً الطبراني وعنه ومن طريقه أورده الديلمي مصرحاً فلو عزاه المصنف للأصل لكان أولى‏.‏

4086 - ‏(‏خير مال المرء مهرة مأمورة‏)‏ أي كثيرة النتاج يقال أمرهم اللّه فأمروا أي كثروا وبه استدل على أنه لو حلف لا مال له وله خيل حنث وقال أبو حنيفة لا ‏(‏أو سكة مأبورة‏)‏ أي طريقة مصطفة من النخل مؤبرة ومنه قيل للزقاق سكة والتأبير تلقيح النخل‏.‏

- ‏(‏حم طب عن سويد بن هبيرة‏)‏ بن عبد الحارث الديلمي نزيل البصرة قال أبو حاتم‏:‏ له صحبة قال الهيثمي‏:‏ رجال أحمد ثقات‏.‏

4087 - ‏(‏خير مساجد النساء قعر بيوتهن‏)‏ فالصلاة لهن فيها أفضل منها في المسجد حتى المكتوبة وذلك لطلب زيادة الستر في حقهن‏.‏

- ‏(‏حم هق‏)‏ وكذا أبو يعلى والديلمي ‏(‏عن أمّ سلمة‏)‏ قال في المهذب‏:‏ إسناده صويلح اهـ‏.‏ وقال الديلمي‏:‏ صحيح وهو زلل من حديث ابن لهيعة عن دراج‏.‏

4088 - ‏(‏خير نساء العالمين أربع‏:‏ مريم بنت عمران‏)‏ الصديقة بنص القرآن وقدّمها إشارة إلى تقديمها في الفضل بل قيل بنبوتها ‏(‏وخديجة بنت خويلد‏)‏ زوجة المصطفى صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم أول من آمن من هذه الأمة مطلقاً ‏(‏وفاطمة بنت محمد‏)‏ صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم خير الأنبياء ‏(‏وآسية امرأة فرعون‏)‏ التي نطق التنزيل بالثناء عليها والمراد جميع نساء الأرض فيحمل على أن كلاً منهن خير نساء الأرض في عصرها، وأما التفضيل بينهن فمسكوت عنه‏.‏

- ‏(‏حم طب عن أنس‏)‏ ورواه عنه الديلمي أيضاً‏.‏

4089 - ‏(‏خير نسائها‏)‏ أي خير نساء الدنيا في زمنها فالضمير عائد على غير مذكور يفسره الحال والمشاهدة ‏(‏مريم بنت عمران‏)‏ وليس المراد أن مريم خير نسائها إذ يصير كقولهم يوسف أحسن إخوته، وقد صرحوا بمنعه لأن أفضل التفضيل إذا أضيف وقصد به الزيارة على من أضيف له يشترط أن يكون منهم كزيد أفضل الناس فإن لم يكن منهم لم يجز كما في يوسف أحسن إخوته لخروجه عنهم بإضافتهم إليه‏.‏ ذكره الزمخشري والنووي وغيرهما ‏(‏وخير نسائها‏)‏ أي هذه الأمة ‏(‏خديجة بنت خويلد‏)‏ وقال القاضي البيضاوي‏:‏ قيل الكناية الأولى راجعة إلى الأمّة التي فيها مريم والثانية ‏[‏ص 492‏]‏ إلى هذه الأمّة وروى وكيع الذي هو أحد رواة الحديث أنه أشار إلى السماء والأرض يعني هما خير العالم الذي فوق الأرض وتحت السماء كل منهما في زمانه ووحد الضمير لأنه أراد جملة طبقات السماء وأقطار الأرض وأن مريم خير من صعد بروحه إلى السماء وخديجة خير نسائهن على وجه الأرض والحديث وارد في أيام حياتها اهـ‏.‏ وفي المطامح الضمير حيث ذكر مريم عائد على السماء ومع خديجة على الأرض دليله ما رواه وكيع وابن النمير وأبو أسامة وأشار وكيع من بينهم بأصبعه إلى السماء عند ذكر مريم وإلى الأرض عند ذكر خديجة وزيادة العدل مقبولة والمعنى فيه أنهما خير نساء بين السماء والأرض اهـ ‏.‏ وزاد في خبر فقالت له عائشة‏:‏ ما ترى من عجوز حمراء الشدقين هلكت في الدهر قد أبدلك اللّه خيراً منها فغضب وقال‏:‏ ما أبدلني خيراً منها آمنت بي حين كذبني الناس ورزقت الولد منها وحرمته من غيرها ـ كذا في المطامح ـ‏.‏

- ‏(‏ق ت عن علي‏)‏ أمير المؤمنين وفي الباب ابن جعفر وغيره‏.‏

4090 - ‏(‏خير نساء ركبن الإبل‏)‏ كناية عن نساء العرب وخرج به مريم فإنها لم تركب بعيراً قط على أن الحديث مسوق للترغيب في نكاح العربيات فلا تعرض فيه لمن انقضى زمنهن ‏(‏صالح‏)‏ بالإفراد عند الأكثر وفي رواية صلاح بضم أوله وشد اللام بصيغة الجمع ‏(‏نساء العالمين‏)‏ وفي رواية نساء قريش بدون لفظ صالح والمطلق محمول على المقيد فالمحكوم له بالخيرية الصالحات منهن لا على العموم والمراد هنا إصلاح الدين وحسن معاشرة الزوج ونحو ذلك ‏(‏أحناه‏)‏ بسكون المهملة بعدها نون من الحنو بمعنى الشفقة والعطف وهذا استئناف جواب عمن قال‏:‏ ما سبب كونهن خيراً فقال‏:‏ أحناه ‏(‏على ولد‏)‏ أي أكثره شفقة وعطفاً ومن ذلك عدم التزوج على الولد ‏(‏في‏)‏ حال ‏(‏صغره‏)‏ ويتمه والقياس أحناهنّ لكنه ذكر الضمير باعتبار اللفظ والجنس والشخص أو الإنسان وكذا يقال في قوله الآتي وأرعاه وفي رواية على ولدها وهو أوجه وفي رواية لمسلم على يتيم وفي أخرى على طفل والتقييد باليتيم والصغر إما على بابه وإما من ذكر بعض أفراد العموم وكذا قوله ‏(‏وأرعاه‏)‏ من الرعاية الحفظ والرفق ‏(‏على زوج‏)‏ لها أي أحفظ وأرفق وأصون لماله بالأمانة فيه والصيانة له وترك التبذير في الإنفاق ‏(‏في ذات يده‏)‏ أي في ماله المضاف إليه وهو كناية عن البضع الذي يملك الانتفاع به يعني هذا أشد حفظاً لفروجهن على أزواجهنّ وفيه إيماء إلى أن النسب له تأثير في الأخلاق وبيان شرف قريش وأن الشفقة والحنو على الأولاد مطلوبة مرغوبة وحث على نكاح الأشراف سيما القرشيات وأخذ منه اعتبار الكفاءة بالنسب‏.‏